علاقتك مع الآخر في هذه الحياة لها ثلاث حالات : فإما أن تكون قائداً أو تابعاً أو نداً.فكونك قائداً أو تابعاً إنما يعتمد على
الفرق بين قوة تأثيرك(جاذبيتك) وقوة تأثير (جاذبية )الآخر . فكما هو الحال في قوانين الجاذبية فعندما تتلاقى كتلتان فإن الجاذبية الأقوى تكون
للكتلة الأكبر لأنها تستطيع أن تجبر الكتلة الأصغر على التحرك باتجاهها ومحاولة الالتصاق بها ،وهكذا ستجد الكتلة الصغيرة نفسها فجأة وقد
علقت في حقل جاذبية الكتلة الأكبر وستأخذ بالدوران حولها وهي مرغمة ، فتأخذ بالدوران حول الكتلة التي أسرتها كما يدور قمر (تابع ) صغير
حول كوكبه الكبير، ولن يكون من أمل أمام الكتلة الصغيرة كي تتحرر من الدوران في فلك الكبيرة سوى في احتمالين الأول: أن تتعرض من
جهتها وفي لحظة ما لتأثير كتلة جديدة ذات قوة جذب أكبر من الكتلة التي تأسرها ، وفي هذه اللحظة ستتوقف عن الدوران في فلك الكتلة الأولى
لتنجرف وتدور من جديد في حقل جاذبية الكتلة الثانية وهذا الاحتمال لن يغير من أمر الكتلة الصغيرة المأسورة شيئاً سوى أنه سيزيد من خضوعها
وتبعيتها واستغراقها في الدوران حول الاخر ..وهذا هو حال بعض الناس الذين يشعرون بأنهم مجبرين على تنفيذ أوامر من يفرض عليهم سلطته
سواء بالمحبة أو بالقهر .أما الاحتمال الثاني فهو أن تستطيع الكتلة الصغيرة تنمية نفسها بإضافة ما تستطيعه إلى كتلتها تدريجيا ًحتى تصبح في
وقت ما مساوية في كتلتها وجاذبيتها للكتلة التي كانت قد أسرتهاوعند ذلك سيكون لكل منهما حرية الاختياربأن يستمرا معا ً فيدور كل منهما حول
الآخر بالتعاقب والتبادل أو ينفصلا ليكون لكل منهما حرية التحرك في أي اتجاه ..ولربما ينقلب السحرعلى الساحر فتتفوق الكتلة التي كانت
مأسورة مع ازدياد كتلتها المتنامي لتصبح أكبر بكتلتها وبقوة جاذبيتها فتنقلب الكتلة المأسورة إلى آسرة وتصبح الآسرة أسيرة