يجب على كل مكلف أن يعرف الواجب والمستحيل والجائز في حق الله تعالى ...
والمكلف هو : البالغ العاقل سليم الحواس (ولو السمع أو البصر )الذي بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، ذكراً كان أو أنثى حراً او عبداً
إنسياً او جنياً لكن الجن مكلفون من حين خلقهم كآدم وحواء .
والمعرفة هي : الجزم المطابق للواقع عن دليل ، فيجب علينا كعقلاء أن نعرف ما يجب له تعالى وما يستحيل وما يجوز عليه إجمالاً وتفصيلاً..
فالإجمال : أن نعتقد أن الله تعالى متصف بكل كمال ومنزه عن كل نقص ، وجائز عليه فعل كل ممكن أوتركه. والتفصيل أن نعرف من ذلك ما دل عليه دليل بعينه .
فالواجب له تعالى صفات معينة ، بمعنى أنه لا يدخل في عقل عاقل عدم اتصافه تعالى بها . والمستحيل عليه أضداد تلك الصفات .
الصفات الواجبة له تعالى : الوجود ، والقِدَم ، والبقاء ، ومخالفته للحوادث ، وقيامه بنفسه ، والوحدانية ، والقدرة ، والإرادة ، والعلم ، والحياة
، والسمع ، والبصر ، والكلام . وأما أضدادها المستحيلة فهي : العدم ، والحدوث ، والفناء ، والمماثلة لشيء من الحوادث ، واحتياجه لمحل أو
مخصص ، والتعدد، والعجز عن ممكن ما ، والكراهة ، والجهل ، والموت ، والصمم ، والعمى ، والبكم . تعالى الله عن ذلك علوا ً كبيراً..
1- صفة الوجود
معنى (الوجود ) : ثبوت الشيء وتحققه ، بحيث يصح أن يرى لو أزيل الحجاب . وضده العدم .
والوجود واجب لذاته تعالى أزلاً وابداً ، والدليل على وجوب وجوده تعالى واستحالة العدم عليه (عقلاً) ، وجود هذه المخلوقات ، وذلك إذا
نظرت إلى هذا العالم تراه متغيرا ً من عدم إلى وجود ومن وجود إلى عدم ، ومن حركة إلى سكون ومن سكون إلى حركة ، متنوعاًً بأنواع
مختلفة وضروب متباينة ، من حيث الأشكال والألوان والجهات والأماكن والأزمان والمقادير والكثافات وما إلى غير ذلك .......وكل ذلك يدل
على ان هذا العالم حادث ( اي موجود بعد عدم ) والحادث لا يكون إلا ممكناً ، لأن هذا كله يستدعي وجود فاعل مختار واجب الوجود يرجح
الوجود على العدم ، والحركة على السكون ، ويرجح المقدار المخصوص والجهة المخصوصة والزمن المخصوص والمكان المخصوص
والصفات المخصوصة وما يقابلها لكل تلك المخلوقات .
فلو لم يجب له تعالى الوجود لما وجد شيء في هذا العالم ، إذ لا يتصور العقل وجود شيء حادث بدون صانع واجب الوجود ، اما الدليل على
وجوده تعالى ( نقلاً)قوله تعالى ((إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض )) وقوله تعالى ((أم خلقوا من غير شيءٍ ام هم الخالقون ؟؟))
يتبع بـــ صفة القدم