ثناء حاج صالح
| موضوع: مراكز الذاكرة في الدماغ - ترجمة الأربعاء 11 يناير 2012, 12:17 am | |
| ال ذاكرة قصيرة الأمدخلال حياتك اليومية هناك بعض الأوقات التي تحتاج فيها للاحتفاظ ببعض المعلومات في رأسك لمدة قصيرة ( بضع ثوان أو دقائق) مثل حفظ رقم شخص تريد الاتصال به ، أو مثل تخطيطك لفعل شيء بعد لحظات ..أو مثلما يحدث عندما تخطط لحماية الملك أثناء لعب الشطرنج إذ تقوم
بالتخطيط لعدة حلول محتملة عقلياً فيما لو تعرض ملكك إلى حركة ( كش ملك ) من قبل اللاعب الآخر ... فأنت عند ذلك تستعمل ذاكرتك قصيرة الأمد .
هذه القدرة على الاحتفاظ بالمعلومة بشكل مؤقت كي يقوم الإنسان بإكمال مهمة محددة تجعل بعض مناطق الدماغ في حالة نشاط فائق . وخاصة
الفص الأمامي الجبهي من المخ .
إن المنطقة الأمامية من الفص الجبهي في مخ الإنسان متطورة جداً من حيث الفعالية ، وهذا هو السبب في كوننا نحن البشر نمتلك جبهة عالية
ذات شكل عمودي في رأسنا مقارنة بالقردة التي تمتلك جبهة منحسرة صغيرة مثلاً ..ومن هنا فليس من المستغرب أيضاً أن هذا الجزء من الدماغ
عند الإنسان يبدو أكثر نشاطاً منه مما هو عليه في أدمغة الحيوانات الأخرى . فهو متطور بشكل كبير جداً فقط عند البشر .
الذاكرة الإنسانية تعد ظاهرة معقدة جداً وبالطبع فإن لها مراكز أخرى في الدماغ . على أية حال الذاكرة طويلة الأمد
يتم تحويل المعلومات من الذاكرة قصير الأمد والتي تعرف أيضاً بـ ( الذاكرة العاملة ) إلى الذاكرة طويلة الأمد عبر بنية ( الحصين Hippokampos)والذي سمي بالحصين لأن شكله يشبه الذيل المنحني لحصان البحر Hippokampos)
(باليونانية) وهو أحد أجزاء الدماغ القديمة من الناحية التطورية ( موجود في أدمغة الفقاريات ) ويتوضع في عمق الجزء الأنسي من الفص
الصدغي . ويتمثل دوره في أن كل المعلومات المترجمة في الباحات الحسية المختلفة للقشرة المخية ( الباحات البصرية والسمعية والذوقية
...إلخ ) تتلاقى فيه ثم يقوم هو بإعادة إرسالها إلى الباحات الحسية التي جاءت منها . فهو جزء عصبي يشبه بعمله ما يمكن أن يكون مركزاً
لتصنيف المعلومات الحسية حيث يتم فيه مقارنة المعلومات الحسية ( الأحاسيس ) الحديثة القادمة إليه مع المعلومات الحسية القديمة المخزنة
سابقاً ، كما أنه يقوم أيضاً بالربط بين خصائص المواضيع المختلفة .
عندما نحاول أن نتذكر حقائق أو مفاهيم جديدة تعلمناها حديثاً بتكرارها أو باستخدام أدوات الذاكرة المختلفة فنحن في الواقع نقوم بتمرير هذه
المعلومات عبر الحصين Hippokampos عدة مرات وهو أثناء تمريرها فيه يقوي هذه العناصر الجديدة ويستمر في ذلك حتى يصبح بعد
فترة غير محتاج لتقويتها ويحدث ذلك عندما تتعلم القشرة المخية ربط هذه ( المعلومات – المفاهيم ) نفسها لإعادة بناء أو تشكيل ما ندعوه
بالذاكرة . لكن الحصين Hippokampos والقشرة المخية ليستا البنى الوحيدة التي تتضمن الذاكرة طويلة الأمد في الدماغ .
مع أن الحصين يعد بنية ضرورية لكي تعمل الذاكرة طويلة الأمد بشكل صحيح لكن لا يمكن اعتباره ((مركز الذاكرة)) بالطريقة نفسها التي تعتبر
فيها القشرة المخية – على سبيل المثال – مركزاً لمعالجة المعلومات الحسية البصرية أو السمعية أو غيرها .
إن ما يدعو للقول أن (مراكز الذاكرة طويلة الأمد لا تقع في منطقة معينة واحدة من الدماغ) هو ان الحصين يلعب دوره كمحفز للذاكرة
طويلة الأمد بينما نجد مسارات الذاكرة الفعلية مشفرة في مناطق مختلفة من القشرة المخية . وإن لذلك أهمية كبيرة ندركها عندما نعلم ان
إصابة مواقع الذاكرة نتيجة ضربة على الرأس مثلاً له تأثيرات كارثية على الذاكرة طويلة الأمد مما يمنع الفرد من تعلم أي شيء جديد بشكل كامل . والدليل الأكثر أهمية على دور الحصين في تحويل المعلومات إلى ذكريات طويلة الأمد تم تقديمه في التجارب التي أجريت على الجرذان حيث تم
إتلاف الجزءين المسؤلين عن الذاكرة Hippokampi مما جعل الجرذان غير قادرة على الاحتفاظ بالمعلومات لمدة تزيد عن بضع دقائق .
http://thebrain.mcgill.ca/flash/d/d_07/d_07_cr/d_07_cr_tra/d_07_cr_tra.html | |
|