قال عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه :
إذا مت عن الخلق قيل لك رحمك الله وأماتك عن الهوى ، وإذا مت عن هواك قيل لك رحمك الله وأماتك عن إرادتك ومناك ، وإذا مت عن الإرادة
قيل لك : رحمك الله وأحياك حياة لا موت بعدها ، وتغنى غناء لا فقر بعده ، وتعطى عطاء لا منع بعده ، وتراح براحة لا شقاء بعدها ، وتعلم
علما ً لا جهل بعده ، وتأمن أمناً لا خوف بعده ، وتسعد فلا تشقى وتعز فلا تذل وتقرب فلا تبعد وترفع فلا توضع وتعظم فلا تحقر وتطهر فلا
تدنس وتتحقق فيك الأماني ، وتصدق فيك الأقاويل ، فتكون كبريتأ أحمر ، فلا تكاد ترى وعزيزا فلا تماثل ، وفريداً فلا تشارك ووحيداً فلا
تجانس ، فرداً بفرد ووترا بوتر وغيب الغيب وسر السر فحينئذٍ تكون وارث كل نبي وصدّيق ورسول ، بك تختم الولاية وإليك تصور الأبدال
وبك تنكشف الكروب وبك تسقى الغيوث وبك تنبت الزروع وبك يدفع البلاء والمحن عن الخاص والعام وأهل الثغور والراعي والرعية والأئمة
والأمة وسائر البلايا فتكون شحنة العباد والبلاد فتنطلق إليك الرجل بالسعي والرجال بالذل والعطاء والخدمة بإذن خالق الأشياء في سائر الأحوال ،
والألسن بالطيب والحمد والثناء وجمع المجال ولا يختلط فيك اثنان من اهل الإيمان ، ذلك فضل الله والله ذو الفضل العظيم .