غريزة الإنسان أن يحاول امتلاك ما يروقه ويعجبه حتى وأن لم يكن إلى ذلك سبيل شرعي .
ما يعجبنا يثير لدينا غريزة الامتلاك لأن الشعور بالإعجاب يترافق في نفسنا دائما بشعور الخوف من فقدان ما يعجبنا . فامتلاكه يبدو كتأمين عليه . . لأن ما يعجبنا هو ما نحتاجه ونعاني الحرمان منه . . ولأننا نظن أن تلبية الاحتياج تتم بالأخذ لا بالعطاء . يقال لنا : فاقد الشيء لا يعطيه .ذلك لأن معظم روابطنا مع ما يحيط بنا هي روابط كهربائية أيونية تعتمد على تحقيق التوازن بسلب ما يشبع جوعنا ويملأ فراغنا ويسد ثغراتنا وثقوبنا .
وحده الكريم يعلم أن سعادة العطاء أعظم من سعادة الأخذ وأن الرضا الذي سنشعر به عند التخلي عما يعجبنا ونحتاجه يعيد صقلنا من الداخل ليمتلئ الفراغ فينا وتنسد الثغرات فنحقق توازننا الداخلي بالاستغناء كلما مارسنا العطاء .