جاذبية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

جاذبية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
* * *
يشترك الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع الرسل جميعا - عليهم السلام - بتلك الجاذبية العامة المتأتية من كونهم محط الاختيار الإلهي والتي تفسرها الأخلاق الكريمة العالية التي يتصفون بها كالصدق والأمانة والإخلاص وغيرها . غير أن ما يتميز به وحده كرسول صلى الله عليه وسلم جاذبيته الخاصة المتأتية من نشر دقائق التفاصيل في سلوكه وفي خصائص شخصيته صلى الله عليه وسلم وذلك على مدى مسيرة حياته الكاملة . وهو بهذه الجاذبية يتفوق على الرسل جميعا بطبيعة علاقة الحب التي تربط بينه وبين متبعيه .
فالحب هنا يحمل طابع التعلق الحيوي اليومي الأقرب للشغف والذي يتسم بحرارة الشوق و بالرغبة المتزايدة للتقرب منه إلى درجة أنه يسكن نفس محبه الذي يتقصى سنته الشريفة ليقيس إليها كل أمر قد يتخذ فيها قرارا . فيصبح حضوره الضروري في الذهن عبر سنته تجسيدا للمثل الإنساني الأعلى عند المؤمن المقتدي به . يصبح من قلب المؤمن كما لو كان يسكن داخل النفس ويتكلم من داخلها .وفي بعض هذا قوله تعالى : { وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا } .

ويستبقي المؤمن المثل البشري الأعلى حاضرا في نفسه بهدف اتباعه ليكون هذا الاتباع مدعاة لحب الله له . قال تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } فالاتباع شرط محبة الله . وشرط اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هو محبته لأن من لا يحبه يعرض عن اتباعه وبهذا يصبح حبنا له شرط حب الله لنا . فالمسألة كلها مرتبطة بالحب إذن .فما ماهية حبنا له ؟
يختلط شعور المحبة له بالإعجاب والانبهار بشخصه وحسن تطبيقه فهو ليس مجرد ناقل للرسالة . بل إنه جزء من الرسالة . فقد ارتبط بشخصه وردود أفعاله معها ليمحو عنها الصفة الفكرية التجريدية . فرسالته ليسب فكرا مجردا بل هي فكر عاطفي يتملك القلب بما فيه من عقل ويستلزم الولاء الخالص والتضحية بكل دنيوي ثمين من متع الحياة وذلك ما يسمى بالإيمان الذي يستلزم أفكارا مرتبطة بعواطف الحب والتعلق والولاء . فالحب شرط الإيمان مرتبط بمن يثيره والرسول هو الذي يثيره . و شخصية الرسول جزء من الرسالة الإلهية شخصيته عليه الصلاة والسلام ليست حيادية .
كبشر رسول الله عليه