المسألة مسألة غسيل دماغ ..
نعم هذا ما يفعله الشيطان ..عن طريق الوسوسة وسيلته الإعلامية الخطيرة ..
لاحظ كيف تؤثر وسائل الإعلام فينا ...كيف تجبرنا على ترديد أغانٍ لا تعجبنا لا هي ولا من يغنيها ..! لاحظ كيف أن الترويج لمسلسلات معينة أو برامج معينة أو شخصيات معينة ..يجعلنا نندفع شوقاً لمتابعة آخر أخبارها بشغف ..على الرغم من أننا في قرارة أنفسنا لسنا معجبين بما نفعل ..طيب ما الذي يجبرنا على المتابعة ؟؟
إنه تأثير الإعلام ....أعظم لعبة يمارسها الإعلام ليقوم بغسل أدمغتنا هي الإكثار من الذكر ..
لكن أنا لا أريد ان أتحدث عن الإعلام أنا أرغب بالحديث عن الشيطان .
صحيح أن كيد الشيطان ضعيف .. لكن في الوقت نفسه الشيطان مثابر ... نعم هذا اعتراف بالحق ..والمثابرة هي السر الخطير ..الذي يمثل سر المهنة عند الشيطان ..فهو يستعمل أسلوباً ناجحاً جداً ( الزن على الدماغ ) كما يقال باللهجة المصرية..
لأن الشيطان يعلم بحالتك الداخلية فهو يسري مسرى الدم منك ...وكلما حاولت تناسي من تحب لكي تمارس حياتك بشكل اعتيادي سيحاول الشيطان إعاقة محاولاتك ..ويزيد من تذكيرك بما تحاول نسيانه ..
طيب ما مصلحة الشيطان في أن يذكرك بأحدٍ ما ...؟ هل هو مثلاً يسعد بأن يجعلك تحب شخصاً ما ؟؟
طبعاً لا ...الشيطان ليس طيباً إلى هذه الدرجة ..بل هو يريد أن يحتل شعورك وتفكيرك باستخدام صورة ذلك الشخص( نقطة ضعفك ) .. وهذا ما يجعلك تتناسى ذكر الله ....وهذا هو بالضبط ما يريده الشيطان ...ثم لاحظ دهاء الشيطان وهو يزين لك ما تحب اكثر وأكثر .... في النهاية هو يمارس عمله ...لكن أنت ..كيف ستقطع عليه الطريق أيها المسكين ؟
انتبه يا سيدي إلى نقطتين مهمتين في الدفاع :
الأولى : إن الشيطان يعتمد على التدرج في الإغراء . فالتعلق بشخص ما ..يحدث على دفعات وشيئاً فشيئاً ... وليس دفعة واحدة .. حتى في حالة الحب من النظرة الأولى . النظرة الأولى لا تكفي للتعلق لولا أنها تعاد وتعرض على الذهن من قبل الشيطان لآلاف المرات مع ماكياجات إضافية يلونها بها الشيطان في كل لحظة ..فالتدرج من خطوة إلى أخرى أضمن في تثبيت نتائج الخطوات السابقة حتى لا يحدث انقلاب مفاجئ فتعود أدراجك إلى المراحل الأولى حيث بدأ الشيطان معك .
الثانية :التزيين : الشيطان يجيد الإقناع ..أنت في البداية تكون أكثر مقاومة لمحاولاته ... فترد عليه بقوة وقد توقفه عند حده لفترة ما ...لكنه مثابر كما قلت لك..لذا فهو لا يعرف الاستسلام ولن ينسحب من ساحة وعيك لتعود إلى رشدك ..هذا مستحيل ...بل سيقوم بزيادة جهوده لإغرائك . سيعرض عليك صورة من نحب وهي تزداد تألقاً شيئاَ فشيئاً ....وكلما أبديت مقاومة أكبر كلما ازداد اصراره وازدادت وسائل التزيين عنده ....حتى يشكل لديك في النتيجة منعكسات عصبية شرطية تؤدي إلى الوصول إلى مرحلة العادة ... إذا وصلت إلى مرحلة العادة فهذا يعني أن الشيطان تمكن منك وانتصر عليك في هذه الجولة ..وأصبح من الصعب عليك المقاومة أو حتى الرغبة في المقاومة .
ما الحل ؟
الحل : عليك باستخدام الخطة المعاكسة للخطة الشيطانية...قال تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) فأكثر من ذكر الله بهدف إبعاد الشيطان عنك .. أجبر نفسك عن طريق ما بقي من عقلك الواعي على ذكر الله ..